وكان لا بد أن نتميز في "مشورتِك" بفكرتها الريادية الشبابية والمعاصرة فنحن سواء كطلبة جامعات ندفع أقساطنا للجامعة، أو عند انتقلنا لسوق العمل جميعنا بحاجة إلى التعامل مع البنوك من حولنا.
بدأت فكرتنا في هذا المجال بالتوسع عندما أفصحت سلطة النقد عن توجهاتها المستقبلية حول تعزيز العمل المصرفي في فلسطين وخاصةً البنوك الإسلامية، والشمول المالي وتوجهات العالم أجمع نحو التكنولوجيا المالية وازدياد صيت البنوك الإسلامية التى أصبح موضوعها يثار في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي بما يشمل التقدم الهائل الذي حققته وأيضاً حاجة الناس إلى التعامل مع البنوك سواءً في الادخار أو الإيداع أو التمويل والخدمات المصرفية الأخرى خاصةً في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
فمن هنا جاء توجهنا إلى أن تكون فكرتنا عن البنوك الإسلامية لمميزاتها وتعاظم الجدل حولها،توجهنا باحثين عن داعم وموجه لنا في فكرتنا، فكان منيرنا ومشرفنا وموجهنا في جامعتنا الأستاذ المتخصص في الاقتصاد الإسلامي الدكتور فادي محمود أبو دياك.
أما عن التسمية التي اخترناها لمشروعنا فكانت مجبولة من كلمتين تشيران إلى فحوى ما نقدمه في مشروعنا؛ فالأولى هي المشورة؛ من الشورى والسؤال واستقطاب واستمزاج مختلف الآراء الرصينة. حيث لاحظنا جهلاً وعدم دراية من قبل عامة الناس حول البنوك الإسلامية والخدمات التي تقدمها بهدف حل الكثير من مشاكل الناس التي تعجز عن حلها البنوك التقليدية.
ثم جاءت "تِك". وهي الجزء الثاني المكمل للتسمية، الذي أردنا به الإشارة إلى التكنولوجيا. فكان عنوان شركتنا الطلابية "مشورتِك للخدمات المالية والمصرفية الإسلامية" والتي تجمع بين العمل المصرفي الإسلامي والتكنولوجيا المالية؛ فهي بذلك تحقق الشمول المالي مستفيدة من الخدمات التكونولوجية والأدوات المتقدمة التي تسهل حياة الناس وتعاملاتهم المالية.
ولتعميق الفكرة قبل طرحها رسمياً؛ أجرينا استطلاع رأي مكوناً من عشرة أسئلة؛ كانت نتيجتها صادمة لمجموعتنا، ومؤكدة على ضرورة رفع وعي الناس في التفريق بين التمويل المصرفي الإسلامي والقروض الربوية التي تقدمها المصارف التجارية.
ومن هنا انطلقنا بفكرتنا بشكل واضح وبدأ التخطيط لشيء متميز غير موجود على الأقل على مستوى فلسطين، وتم طرح الفكرة ولاقت الترحيب، ثم بدأنا التسويق والترويج "لمشورتِك" وذلك بجعلها حلقة وصل بين الناس والبنوك لأننا في مشورتِك انطلقنا من حاجة الناس وليس من حاجة البنوك، وبما يجعل التمويل على وجه التحديد أقل وقتاً وأكثر دقة وأقل كلفة على الناس.
ثم توالت الإنجازات حيث وقعنا اتفاقيتين مع أكبر البنوك إلإسلامية في فلسطين، وبدأنا بتوقيع اتفاقيات أخرى مع شركات القطاع الخاص التي توفر السلع الأساسية الضرورية التي يحتاجها الناس. مما يجعلنا في "مشورتِك" منصة إرشادية إلكترونية لعامة الناس وجهة مقدمة للخدمة عن طريق تقديم لهم عروض التمويل الأفضل من البنوك المشاركة معنا وإرشاد المستفيدين إلى الطريق الصحيح لاختيار العرض الأفضل بالنسبة لهم.
أما عن تطلعاتنا في "مشورتِك"، فحلمنا أن نصل إلى أكبر شبكة من القطاع الخاص على امتداد الوطن، وأن نشجع جميع المؤسسات المالية والمصرفية التي تقدم خدمات مصرفية إسلامية وخدمات التأمين الإسلامي على أن توقع اتفاقيات معنا. ومن خطواتنا المقبلة في "مشورتِك" المشاركة في مسابقة احتضان التكنولوجيا المالية(Fin Tech Camp) المنظمة من قبل سلطة النقد الفلسطينية.
ونحن كشركة مشورتِك نحقق أرباحنا من خلال اتفاقياتنا مع البنوك بعمولة منها على كل طلب بالإضافة قد نحقق أرباحاً من القطاع الخاص، ولكن الزبون لن يتكلف شيئا لأن هدفنا الأول والأخير هو تقليل الوقت والجهد والتكلفة على الزبون.
ولا ننسى أن ما وصلنا إليه كان بسبب روح الفريق الواحد التي جمعتنا والتعاون بين كل الأعضاء كمنظومة مكملة لبعضها البعض خاصة في مرحلة التأسيس، أما عن مرحلة التسويق فقد برز دور كل من المدراء والموظفين بتكليفهم بسؤوليات أكثر وضوحا وتناسباً مع مهارات كل منهم، بما يوظّف خبراتهم في الاتجاه الصحيح.
وكان أهم ما زرعته فيَّ هذه الشركة متابعة الإنجاز من أجل تحقيق حلمي واكتشاف ذاتي وشغفي رغماً عن كل المعيقات. فالدراسة الأكاديمية وحدها في التخصصات المختلفة ودراستي في العلوم المالية والمصرفية كانت هامة لكنها لم تفتح لي الأبواب لأكوّن ذاتي وأمثل شخصي وأكون حيث أرى نفسي، مثلما فتحتها لي المشاركة في تأسيس هذه الشركة الطلابية ومواصلة العمل مع فريقها وداعميها. لقد تم تكليفي لوظيفة العلاقات العامة والإعلام في "مشورتِك"؛ وتمثلت أبرز مهامي في تفعيل مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة، وترجمة كل ما تلقيته من دائرة التسويق إلى عرض مقدم للمتابع يساعده على فهم دور الشركة ورسالتها، إضافة إلى تصميم بطاقات عمل وكتيّبات تعريفية بها وبعملها. كما قمت بمتابعة استفسارات الزبائن وجاهياً أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوجيههم إلى الجهات المختصة لتقديم استفساراتهم واستشاراتهم.
وهذا بدوره قادني إلى أن أعزز مهاراتي حيث تلقيت العديد من الدورات في المجال من ضمنها دورة المواطنة الفاعلة التي حصلت على المركز الأول فيها، والعديد من الدورات التقنية الأخرى في الفوتوشوب وبرامج التصميم المختلفة.
وختاماً أوجه رسالتي لكل طموح مثابر، أن اتبع الطريق الذي يقودك إلى أن تحقق حلمك وتكتشف ذاتك، وانضم إلى الجهات الراعية لطموحاتك "كإنجاز" التي كانت الطريق الذي مررت به وقادني إلى حلمي وذاتي.